أوردت دراسة في - صحيفة العناية بمرض السكر - في عدد فبراير 2002 وهي صحيفة رائدة تنشرها (الجمعية الأمريكية لمرض السكر) أوضحت أن الطعام المحتوي علي الكثير من اللحوم المعدة علي مراحل مثل السجق المصنع من اللحوم المختلطة تزيد من مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر بنسبة بحوالي 50% في الرجال.
وقامت مجموعة من الباحثين من مدرسة (هارفاد للصحة العامة) بتحليل نظام الحمية الغذائية للآلاف من الرجال، وقد وجدوا من الدراسة أن الذين يتناولون السجق بصفة منتظمة، والنقانق الأخرى، واللانشون، والمرتديلا باستمرار، أو اللحوم الأخرى المصنعة علي مراحل من نفس الشاكلة، فإن 46% من هؤلاء الرجال الذين شملتهم الدراسة هم قابلين للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر مقارنة مع الرجال الذين تناولوا كميات أقل من هذا النوع من الطعام وتلك الأغذية.
وقد قال الدكتور – فراك - وهو كبير المشرفين علي هذه الدراسة "تكمن الخطورة الكبرى للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر في أولئك الذين يتناولون اللحوم المعدة أو المصنعة علي مراحل، وبمعدل 5 مرات أو أكثر في الأسبوع، فما بال أولئك الذين يتناولونها يومياً وبصفة منتظمة وروتينية".
والبيانات في هذا البحث جاءت من دراسة صحية اختصاصية متابعة لهذا المشروع والذي بدأ في عام 1986م، حيث تم جمع المعلومات عن الحمية الغذائية من دراسة شملت 42.504 رجل، تتراوح أعمارهم بين40 ـ 70 الذين كانوا أصحاء من مرض السكر، وأمراض القلب وأمراض السرطان.
وتمت متابعة هؤلاء الرجال الذين شملتهم هذه الدراسة لمدة 12 عاماً، وقام الباحثون بمقارنة النماذج الغذائية لأولئك الذين أصيبوا بالنوع الثاني من مرض السكر مع الذين لم يصابوا بالمرض.
وقد نظمت النتائج للآثار المعروفة والتي تساهم في حدوث أو تفاقم المرض، مثل التدخين، السمنة، تناول الدهون، وقلة ممارسة الرياضة. وبعد هذه التنظيمات، خلص المتعهد بالدراسة إلي أن تناول الكثير من السجق واللحوم المعدة علي مراحل أو المصنعة الأخرى، يعتبر عاملا خطرا مستقلا في الإصابة بمرض السكر.
والاختلاف الجوهري الذي وجد هو عندما يتناول الخاضعون للدراسة اللحوم المعدة علي مراحل بمعدل 5 مرات أو أكثر في الأسبوع، وكلما أكثرت من تناول هذا النوع من اللحوم فإنك تكون عرضة للإصابة بمرض السكر.
كما أن خطر الإصابة بمرض السكر قد يتأثر بأنواع أخري من الأطعمة التي تدخل في إعدادها اللحوم المصنعة أو المعدة علي مراحل. فالأمر لا يتعلق بتناول تلك الأنواع من اللحوم منفردة بل أنه عادة ما يصاحب تناول تلك اللحوم نسبة عالية من التوابل الدهنية مثل المايونيز، أو الأطباق الجانبية مثل الشبس أو البطاطس المقلية. والنتيجة تعكس نماذج التغذية غير الصحية مجتمعة، بدلاً من التركيز علي نوع واحد منفرد من اللحوم لكي يكال له الاتهامات كلها.
وقالت الدكتورة - روت كافا - مديرة التغذية، بالمجلس الأمريكي للعلوم والصحة، إن الدراسات الغذائية مثل هذه الدراسة بها نقاط ضعف أساسية، لأنها تعتمد علي الكيفية التي يتذكر بها الأفراد الأطعمة التي يتناولنها بالضبط، وإن الصعوبة في هذا النوع من الدراسة هو أنك لا تكون متأكدا من دقة النوع الذي قد تناولته من الطعام على وجه التحديد.
ومن المعروف أن الإفراط في تناول الأطعمة المعدة علي مراحل تزيد أيضا من مخاطر أمراض القلب، وذلك من خلال زيادة مادة الهوموسيستين homocysteine بسبب النقص في (فيتامينات ب المركبة) خاصة (ب6) و (ب12) وحمض الفوليك .
الهوموسيستين Homocysteine وصحة القلب والأوعية الدموية.
يعتبر الهوموسيستين من الأحماض الأمينية التي توجد عادة في القلب، فإذا كان الشخص يعاني من نقص في حمض الفوليك في الدم، أو في فيتامين ب6 وب12، فإنه سيكون هناك زيادة في مستوي الهوموسيستين في الدم.
وقد أوضحت الدراسات أن ارتفاع مستويات الدم بهذه المادة قد يزيد من فرص إصابة الشخص بأمراض القلب، أو حدوث السكتة القلبية، كما أن تلك الزيادة قد تقلل من جريان الدم إلي الأيدي والأقدام.
ويعتقد أن الهوموسيستين يزيد أيضا من الإصابة بتصلب الشرايين وأن له تأثير ضار على سلامة جدران الأوعية الدموية، مما قد يؤدى إلى حدوث الجلطات الدموية داخل الأوعية الدموية.
كما أنه يتسبب في مقاومة تصنيع مادة الكولاجين، وهى البروتين الرئيسي المكون للعظام وللأنسجة الضامة في الجسم. ويعتبر ارتفاع مستويات الهوموسيستين عامل خطر مستقل للإصابة بالنوبة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو أمراض محيط النسيج الوعائي الدموي.
ويوجد ارتفاع الهوموسيستين تقريباً في نسبة من 20% إلى40% من المصابين بأمراض القلب.
وتم تحديد جرعة تقريبية وهي (400ميكروجرام يومياً) من حمض الفوليك كجرعة وقائية، تعمل على التقليل من عدد النوبات القلبية التي يعاني منها المصابون بالذبحة الصدرية بنسبة 10%.
وتختلف مستويات الهوموسيستين بالزيادة أو النقصان بين الأفراد. وبالنسبة لقليل من الأفراد، فقد تساهم أيضا العوامل الوراثية في رفع هذه المادة في الدم. بالإضافة إلي ذلك فإن مستويات الهوموسيستين المنخفضة مرتبطة بزيادة الأعمار لدى البعض من الأفراد، وتتزايد نسبتها في الدم كلما تقدمنا في العمر.
وبالنسبة للنساء فإن مستويات الهوموسيستين يمكن أن ترتفع بعد سن اليأس أو سن انقطاع الطمث، أكثر منه في سنوات الحمل والخصوبة.
وقد أوضحت دراسة حديثةً أن مستوي الهوموسيستين في الدم يتأثر بتناول ثلاث فيتامينات محددة وهي حمض الفوليك، وفيتامينات ب6 وب12.
والأشخاص الذين يتناولون أقل من المقدار الموصي به يومياً من هذه الفيتامينات ترتفع عندهم مستويات الهوموسيستين في الدم ارتفاعا ملحوظا.
المقادير اليومية الموصي بها كما يلي:
400 ميكرو جرام من حمض الفوليك، 2 مليجرام من فيتامين ب6 و6 ميكرو جرام من فيتامين ب12.
كيف تتحكم في مستوي الهوموسيستين لديك:
أطلب من طبيبك أن يقوم بإجراء اختبار الدم لديك فيما يتعلق بصحة القلب.
فإذا كان الهوموسيستين لديك أقل من (6-8 ميكرومول في كل لتر) فإنك تواجه خطر أقل للإصابة بأمراض القلب.
وإذا كان مستوي الهوموسيستين مرتفع (أي أعلي من 12 ميكرومول) فإنه يمكنك أن تقلله إلي مستوي الأمان، وذلك بإجراء تعديل جذرى على حميتك الغذائية.
نظرية الهوموسيستين للدكتور ماكيولي Kilmer S. McCully
يعتبر الدكتور – ماكيولي - من (جامعة هارفارد) الأب الروحي لنظرية الهوموسيستين وعلاقة ذلك بأمراض القلب.
ووفقاً لهذه النظرية، فإنه عندما يكون هناك مستوى عال ملحوظ للهوموسيستين في الدم، فإن الشرايين تتلف وتتخذ شكل المخروط من الداخل.
أي أن النتيجة هي تصلب في الشرايين ونذير بحدوث أمراض القلب. وهذا غالبا ما يحدث عندما لا نتناول المقدار الكافي من فيتامينات ب المركبة، وعلى الأخص فيتامينات (ب6) و (ب12) وحمض الفوليك.
وهذه الفيتامينات مفقودة غالبا في نظامنا الغذائي، لأن عملية تقنية معالجة الأطعمة التي نتناولها تعمل على تدمير هذه الفيتامينات الحساسة، سواء بالطبخ، أو الحرارة، أو التعرض للضوء، ناهيك عن اتباع البعض للحمية الغذائية.
وهناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من مستوى الهوموسيستين في دمائنا بصورة واضحة. وبعض تلك العوامل قد تكون متعلقة بالجينات الوراثية، أو بتناول بعض الأنواع المحددة من الأدوية، أو التقدم في السن، أو نتيجة لحدوث بعض التغيرات الهرمونية مثل تلك التي تحدث في سن اليأس، والتدخين، وقلة النشاط الجسماني، والإصابة بمرض السكر، وارتفاع ضغط الدم.
فما هى العوامل التي تساعد الجسم وتحد من زيادة نسبة الهوموسيستين في الدم والجسم عموما.
هناك حمض أميني يسمي الميثونين، ويعتبر حجر الزاوية لكل البروتينات الموجودة في الأغذية، وهو متوفر في اللحوم الطازجة ومنتجات الألبان.
وعادة ما يتحول الميثونين في الجسم إلي الهوموسيستين، ونحن نحتاج لبعض الميثونين، ولكن المقادير المفرطة منه تخلف الكثير من الهوموسيستين، وبالتالي تؤدى إلى تلف في الشرايين.
والهوموسيستين في الجسم يمكن أن يتحول مرة أخري إلي الميثونين، أو يفرز من الجسم بواسطة تلك الثلاث فيتامينات الهامة وهى ب6، ب12، وحمض الفوليك.
لذلك فإذا تناولت اللحوم والخضراوات والفاكهة الكافية التي تحتوي علي (فيتامينات ب المركبة) وبالكميات المناسبة فإن الهوموسيستين لن يزيد، أو لن يبقى الكثير منه في الدم.
والبروتينات النباتية الموجودة في الفاصوليا، والبسلة، والنباتات المنتجة للحبوب، والخضراوات الأخرى تحتوي علي كمية أقل من المثيونين، مقارنة بتلك البروتينات المشتقة من اللحوم الطازجة، أو الأسماك، أو منتجات الألبان.
ولذلك فإن إنتاج الهوموسيستين في الجسم عندما نأكل تلك الوجبات النباتية، يكون بمعدل أقل مقارنة مع نسبته المتولدة من الأطعمة ذات المصدر الحيواني.
وللغذاء النباتي أيضا فوائد إضافية فيما يتعلق بالهوموسيستين، حيث أن الأغذية النباتية الطازجة تحتوي عادة علي مقادير عالية من فيتامينات (ب المركبة) لذلك فهي تعمل على حفظ مستويات الهوموسيستين منخفضة بواسطة الأثر المباشر لهذه الفيتامينات.
لذا فإن نوعية الغذاء الذي نتناوله يؤثر بصورة كبيرة علي طبيعة إمكانية الإصابة بأمراض القلب من عدمه.
والطريقة المثلي المباشرة للوقاية من أمراض القلب، هي تحسين نوعية الغذاء الذي نتناوله.
فإذا تناولنا نسبة كافية من فيتامينات (ب6 و ب12، وحمض الفوليك) من الأطعمة الطازجة، فإننا نستطيع أن نحتفظ بمستوي الهوموسيستين في الدم لدينا منخفضا، وبالتالي نتفادى أمراض القلب كلها، وهذا وفقا لرأي الدكتور ماكيولي الرائد والأب الروحي لتلك النظرية.
وتبرهن الدراسات الطبية التي أعقبت صدور تلك النظرية، على أن ارتفاع نسبة الهوموسيستين في الدم يمكن أن تسبب أمراض القلب فعلا.
كما أوضحت دراسات سكانية واسعة ومحددة علي أن ارتفاع نسبة الهوموسيستين في الدم مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب.
كشفت دراسة صحية تمت في إنجلترا صدرت في شهر فبراير لعام 1998م. والتي أجريت على بعض الممرضات المتطوعات لتلك الدراسة، وشملت عدد 80.000 من المشاركين فيها، ولمدة14 عاما، إلى أن هؤلاء الممرضات اللاتي تناولن نسبة قليلة من حمض الفوليك، وفيتامين ب6، كان معدل الوفيات بينهن أعلي بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية. وفي دراسة طبية أخرى في إنجلترا ظهرت نتائجها في شهر أبريل لعام 1998م. تم تتبع حوالي 21.500 رجل لحوالي 9 سنوات، حيث وجد أن مستويات الهوموسيستين مرتفعة أكثر لدي الرجال الذين ماتوا بسبب أمراض القلب، مقارنة بالذين لم يموتوا بأمراض القلب.
وكلما ارتفع مستوي الهوموسيستين في الدم، كلما زادت مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب.
وفي دراسة صحية أخرى علي بعض الأطباء في أمريكا، والتي ظهرت نتائجها في عام 1992م. والتي شملت 14.000 مشارك أوضحت أن الذين يرتفع عندهم نسبة الهوموسيستين في الدم، تكثر عندهم نسبة الإصابة بالنوبات القلبية أكثر بثلاث مرات في خلال خمس سنوات، مقارنة مع الأشخاص الذين يكون مستوي الهوموسيستين في الدم لديهم متواجد بصورة طبيعية.
كما أوضحت دراسة في كندا علي 5.000 شخص، ولمدة 14 عاما، كجزء من دراسة التغذية في كندا، وجدت أن الذين تقل لديهم مستويات حمض الفوليك في الدم هم أقرب للوفاة بسبب أمراض القلب بضعفين، مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات عالية من حمض الفوليك بدمائهم.
كذلك أوضحت دراسة رابعة في النرويج، أنه بين 587 مريض بأمراض في الشرايين التاجية للقلب، أن خطر الوفاة متعلق تماماً بالمستويات العالية للهوموسيستين في الدم عند هؤلاء الأفراد.
وفي دراسة مماثلة تمت أيضا لحوالي 16.000 من سكان النرويج أوضحت أن مستوى الهوموسيستين يرتفع في حالة وجود عوامل خطر أخري معروفة لحدوث أمراض القلب، مثل: الجنس إذا كان ذكرا أم أنثى، وتقدم العمر، وعادة التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوي الكلوستيرول في الدم، وقلة ممارسة التمارين الرياضية. وفي دراسة تمت في دول متعددة في عام 1997م، اتضح أيضا أن معدل الوفيات بسبب أمراض الشرايين التاجية للقلب، مرتبط مباشرة بمستويات الهوموسيستين المرتفعة في الدم، وتدعم كل هذه الدراسات صلاحية نظرية الهوموسيستين وعلاقته بحدوث أمراض القلب والشرايين التاجية للقلب.
والعلاج بالفيتامينات يصبح أمرا هاما وضرورة فعالة للوقاية من أمراض القلب. كما أن العلاج بالفيتامينات كما تقدم، يمكن أن يستعمل لخفض مستويات الهوموسيستين ويوقف أمراض القلب من التطور إلى الأسوأ. وأوضحت العديد من الدراسات الطبية أن تناول فيتامين ب المركب يحد من التفاقم لأمراض تصلب الشرايين.
وفي عام 1998م. تم إجراء دراسة في كندا، حيث أعطي المرضي الذين يرتفع عندهم مستوى الهوموسيستين، ويعانون من تصلب في الشرايين الواصلة إلي المخ، علاجاً مكثفاً بحمض الفوليك، وفيتامين (ب6) و (ب12) ونتيجة لذلك العلاج فقد توقف تطور التصلب بجدران الأوعية الدموية الخاصة بالمخ، وتراجع مستوي الهوموسيستين إلى وضعه الطبيعي في الدم.
في عام 1996م. أجريت دراسة علي مصابين بمرض الشرايين التاجية للقلب، وتم إعطاؤهم علاج مكون من فيتامين (ب6) وحمض الفوليك و (فيتامين ب 12) وبعض المغذيات الأخرى، وقد أدي ذلك لخفض تطور المرض.
ويوصي الدكتور – ماكيولي – بجرعة وقائية قدرها 400 ميكرو جرام من (حمض الفوليك) مع جرعة قدرها من 2 ـ 3 ميلليجرام من فيتامين ( ب6) و (6 ميكرو جرام) من فيتامين (ب12).
ويمكن التزود بمثل هذه الجرعات إما بواسطة مكملات غذائية في شكل حبوب أو كبسولات، أو عن طريق تناول ذلك من المصادر الجيدة لحمض الفوليك، والتي تشمل الفاكهة الطازجة، والطماطم، والخضراوات الطازجة، ومنتجات الحبوب، والفاصوليا والعدس، والبقول الأخرى، وخميرة الخبز.
والأطعمة الغنية بفيتامين (ب6) وهى تشمل: اللحم، الدجاج، الأسماك، الفاكهة، الخضراوات، ومنتجات الحبوب. المصادر الرئيسية لفيتامين ب12 هي اللحم بأنواعه، الدواجن، الأسماك، الحليب ومنتجات الألبان الأخرى.
مرض السكر ودوره في زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، بين السائل والمجيب.
تعتبر أمراض القلب في مقدمة الأمراض المسببة للوفاة في أنحاء كثيرة من العالم الغربي. والسبب الرئيسي المسبب لتلك الوفيات هو في الغالب مرض السكر. وقسم الأسئلة والإجابات التالية يوضح الصلة بين حدوث مرض السكر وعلاقة ذلك بأمراض القلب.
وربما يدور في ذهنك بعض الأسئلة حول هذا الموضوع، والإجابات عليها بالخطوات التالية التي يمكن اتخاذها للمساعدة في تقليل المخاطر الناشئة عن تلك الأمراض.
- هل مرضي السكر في خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة متقدمة من المرض؟
- لماذا يكون مرضي السكر في خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على وجه الخصوص؟
- ماذا يفعل الشخص المصاب بالنوع الثاني من مرض السكر لكي يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟
- ماذا عن الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر، وهل مقاومة الأنسولين لديهم تزيد من مخاطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية ؟
- هل مرضي السكر في خطر متزايد لأنهم عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟
ولكي نجيب على تلك الأسئلة، فإننا نورد ما يلى:
يصنف برنامج (الكلوستيرول القومي التعليمي) مرض السكر على أنه مرض يشكل خطراً علي الشرايين التاجية في القلب، ويعني ذلك أنه ينقل خطر الإصابة بأمراض القلب بصورة مساوية للشخص المصاب أصلا بأمراض القلب في الدرجة الأولى.
وفي الحقيقة تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية هو الأكثر خطورة علي المرضى بالنوع الثاني من مرض السكر، ويتسبب في حدوث حالتين من الوفيات من أصل ثلاثة حالات كانت تعانى من مرض السكر في السابق.
ومرضي السكر يعانون من أمراض القلب، أو السكتة الدماغية بنسبة من أثنين إلي أربعة مرات، مقارنة بالأصحاء الذين لم يصبهم مرض السكر. وفي حالات عدة يكون مرض القلب أكثر شدة علي مرضي السكر.
وقد أوضحت دراسة حديثة أن مرضي السكر الذين يعانون من آلام في الصدر، أو نوبات قلبية حادة، هم الأقرب للوفاة بما يعادل مرتين في خلال 30 يوماً مقارنة بالأشخاص الغير مرضى بالسكر.
ولماذا يكون مرضي السكر في خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟
تشير البحوث إلي أن أمراض القلب والأوعية الدموية، والنوع الثاني من مرض السكر، يشتركان من حيث الأصل في ظاهرة المقاومة للأنسولين.
وتحدث المقاومة للأنسولين عادة عندما لا يستجيب الجسم بصورة مثلي للأنسولين الطبيعي الذي يفرزه الجسم. والأنسولين هو الهرمون الهام الذي يمثل المرحلة الحرجة لدخول السكر إلى داخل خلايا الجسم المختلفة لكي يخزن عند الحاجة، أو لكي يتم حرقه وتوليد الطاقة اللازمة لمجمل الخلايا لأداء وظائفها بسهولة ويسر. والمقاومة لدخول السكر إلى الخلايا تصبح عنصر مستقل في حد ذاته يتسبب في حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلي مقاومة الأنسولين للمرضي بالنوع الثاني من السكر هناك عديد من عوامل الخطر الأخرى التي تتسبب في حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية تتحد مع بعضها، والتي تعرف (بمتلازمة الآيض metabolic syndrome).
وتشمل العوامل التالية:
- ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم.
يحدث ارتفاع مستويات سكر الدم عندما يكون الجسم مقاوماً للأنسولين، أو غير قادر علي إنتاج الأنسولين الكافي اللازم لعمل الخلايا.
ويقرر الباحثون بأن زيادة مستوى السكر في الدم قد تساهم في التهاب الشرايين، وهذا بدوره يؤدى في النهاية إلى تصلب الشرايين.
ويوصي مرضي السكر بعمل اختبار في الدم يعرف باختبار A1c كل شهرين، أو حتى ثلاثة أشهر، وهذا بغرض قياس مستوي التحكم في سكر الدم علي المدى الطويل من الوقت. - ارتفاع ضغط الدم.
بالطبع فإن المصابين بمرض السكر يعاني 40% منهم من ذوي الأعمار المتوسطة، و60% منهم من ذوي الأعمار فوق 75 سنة من ارتفاع ضغط الدم. - التعرف على تجلط الدم الغير طبيعي.
حيث يكون مرضي السكر أكثر عرضة للإصابة بتجلط الدم غير الطبيعي، وذلك بسبب اللزوجة العالية وغير الطبيعية للصفائح الدموية، ونقصان البروتين الذي يمكن من تكسير الجلطات الدموية. وقد تؤدي الجلطات الدموية إلي النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. - قياس مستوى الدهون الغير طبيعية في الدم.
حيث تزيد مستوي الجلسريدات الثلاثية، وتزداد كثافة البروتين الدهني المنخفض الكثافة (الكلوستيرول الضار LDL) وتقل مستويات كثافة البروتين الدهني عالي الكثافة أو (الكلوستيرول الجيد HDL)، وكل تلك العناصر مجتمعة تسبب تصلب في الشرايين.
ولا ننسى أن هناك عوامل أخري تعرض للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتلك تشمل السمنة، التدخين، وعدم النشاط الجسماني، ناهيك عن الإصابة بمرض السكر.
ماذا يفعل المريض بالنوع الثاني من مرض السكر ليقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟
هناك العديد من الخطط التي يمكن اتخاذها، والتي من شأنها أن تساعد على تقليل مخاطر تطور مرض القلب والأوعية الدموية، ومن تلك الاحتياطات التي يمكن أن تتخذ ما يلي:
- مراقبة مستويات معامل التسكر لكريات الدم الحمراء A1c .
وهذا الاختبار يهدف على قياس مستوى تحكم الشخص للسكر في الدم علي المدى الطويل لفترة شهرين أو ثلاثة أشهر. ويوصي بحفظ مستويات A1c تحت المراقبة الشديدة، ويفضل أن تكون القراءة أقل من 7% وأقرب إلي 6.5 %.
وإذا كان مستوي A1c عند المريض أعلي من هذا المستوي فيجب مناقشة ومراجعة أخصائي الرعاية الصحية، فربما يكون بحاجة لتغيير الخطة العلاجية الغذائية كلها. - مراقبة ضغط الدم بصورة منتظمة.
يحب أن يحتفظ المريض بمستوي ضغط الدم عند أقل من 130 ملم زئبق انقباضاً و 80 ملم زئبق انبساطا في الضغط. - فحص مستوى الدهون في الدم.
والمطلوب أن يكون مستوى الكلوستيرول الكلي أقل من 200 مليجرام/ ديسليتر.
والمستويات المستهدفة للدهون في الدم هي:
أن تكون كثافة البروتين الدهني العالية، أو الكلوستيرول عالى الكثافة يجب أن تكون أعلي من 45 مليجرام/ ديسلتر عند (الرجال) وأعلي من 55 مليجرام/ ديسلتر عند (النساء).
بينما يجب أن تكون مستويات البروتين الدهني المنخفض الكثافة أقل من 100مليجرام/ ديسلتر عند الجنسين.
والمستويات المستهدفة للجلسريدات الثلاثية تكون أقل من 150 مليجرام/ ديسلتر عند الجنسين. - عمل بعض التغيرات المثلي في أنماط الحياة.
فمن المهم الإبقاء علي غذاء صحي جنباً إلي جنب مع النشاطات الجسمانية للسيطرة علي مرض السكر وأيضا تقليل مخاطر مرض القلب. ويوصي أيضا بالإقلاع عن التدخين لأنه العامل الرئيسي المسبب لأمراض القلب. - وضع أدوية علاج السكر أو مرض القلب في الاعتبار.
إذا لم تكن الحمية الغذائية والنشاط الجسماني كافيين لتقليل مستويات A1c. فربما يكون من الضروري وضع علاج النوع الثاني من مرض السكر في الاعتبار مثل الأدوية التي تستهدف مقاومة الأنسولين، وإذا كان مريض السكر يعاني أصلاً من أمراض القلب والأوعية الدموية فربما يكون من الضروري إضافة علاج من تلك الأدوية التي تقلل من مستويات الكلوستيرول في الدم. - التواصل بانتظام مع أخصائي الرعاية الصحية.
من المهم للغاية أن بعمل مرضي السكر مع أخصائي الرعاية الصحية لكي يطورا خطة التحكم في مرض السكر بما يخدم مصلحتهم الصحية. ويمكن منع المضاعفات التي تنتج عن مرض السكر علي المدى البعيد إذا تمت مراقبة السكر في الدم بصورة دقيقة.
وماذا عن الأشخاص الغير مصابين بالنوع الثاني من مرض السكر؟ وهل تزيد مقاومة الأنسولين من مرض القلب والأوعية الدموية لديهم؟
تشير البيانات في العديد من الدراسات إلي أن مقاومة الأنسولين تعتبر عاملا خطرا مستقلا للإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية. وعلي الرغم من أن معظم المرضي المقاومين للأنسولين تتطور حالتهم إلي مرض السكر، فإن بحوث طارئة أشارت إلي أن مقاومة الأنسولين تزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية حتى في الأشخاص الغير مصابين بمرض السكر.
وتقترح تلك البحوث أن معالجة مقاومة الأنسولين قد تساعد في الحد من مخاطر الإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية، حتى في الأشخاص الغير مصابين بمرض السكر.
النوع الثاني من مرض السكر ومقاومة الأنسولين.
ما هو النوع الثاني من مرض السكر؟
النوع الثاني من مرض السكر هو الأكثر شيوعاً ويمثل حوالي من 90 إلي 95% من حالات مرض السكر، وفي هذه الحالة فإن الجسم يحتاج للأنسولين- الهرمون الذي ينتج من البنكرياس- ليسمح لسكر الدم بالدخول إلى الخلايا لكي يولد بها الطاقة اللازمة لعمل أعضاء الجسم المختلفة، أو للعمل على تخزين السكر داخل الخلايا لحين الحاجة الفعلية إليه.
وعندما تفشل الخلايا في الاستجابة للأنسولين، أي (مقاومة الأنسولين) أو إن لم ينتج الجسم الأنسولين الكافي من البنكرياس، فإن مستويات سكر الدم ترتفع، وينتج عن هذا الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر.
لماذا تكون مقاومة الأنسولين خطيرة جداً لهذا الحد؟
المقاومة التي تبديها الخلايا لهرمون الأنسولين هي سبب أساسي للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر.
ويحدث هذا عندما يفشل الجسم في الاستجابة المثلي للأنسولين الذي ينتجه البنكرياس في الأشخاص الذين لديهم مقاومة للأنسولين، وقد تكون لديهم المقدرة علي تجاوز تلك المقاومة بإنتاج مزيد من الأنسولين.
ولكن إذا لم يستطيع الجسم أن ينتج الكمية الكافية من الأنسولين، فإن مستويات السكر في الدم ترتفع، وتكون الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر أمراً حتمياً.
وظاهرة مقاومة الأنسولين تنتشر بين الملايين من مرضى السكر في شتى بقاع الأرض، حتى أنه يوجد في أمريكا وحدها ما يزيد عن 60 مليون من المرضى المصابين بهذا المرض.
وهناك واحد من كل أربعة منهم سوف يصاب بالنوع الثاني من مرض السكر، وكذلك الإصابة بالأمراض المتعلقة بالمضاعفات الخطيرة لمرض السكر والتي تشمل العمي، اعتلال وظائف الكلي، وبتر الأطراف.
ولكن الفحص والعلاج المبكر للنوع الثاني من مرض السكر قد يساعد في منع أو تأخير تلك المضاعفات الخطيرة المتفاقمة لهذا المرض.
إضافة إلي أن البيانات التي وردت في عدد من الدراسات الحديثة تشير إلي أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تكون عاملا خطرا مستقلا لأمراض القلب والأوعية في حد ذاته.
من هو الفرد الذي يتعرض إلى خطر ظاهر بسبب مرض السكر؟
بالرغم من أن الباحثين لا يعرفون سبب النوع الثاني من مرض السكر بالضبط، أو مقاومة الأنسولين، إلا أن هناك العديد من عوامل الخطر قد تم تحديدها، وعوامل الخطر الأكثر شيوعا هي تاريخ مرض السكر العائلي، السمنة، عدم النشاط الجسماني، العرق أو الأصل، التقدم في السن.
فهناك أعراق معينة من الأجناس ترتفع عندهم مخاطر الإصابة بمرض السكر، فإذا نظرنا للمجتمع الأمريكي على سبيل المثال، فإننا نجد أن تلك الأجناس التي تنحدر من أصول أفريقية أو أسبانية، أو برتغالية فإننا نجد أن فرص الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر تتضاعف بينهم مقارنة بالقوقازيين (من الأصول الآسيوية) وبالتقريب فإن 13% من الأمريكان (الأفارقة) و10.2% من الأمريكان (الأسبان واللاتينيين) مصابون بمرض السكر في الولايات المتحدة.
وأفراد هذه المجوعات السكانية ترتفع عندهم معدلات المضاعفات المرضية، والمشاكل الناجمة عن مرض السكر، والتي تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية، واعتلال العيون الناجمة عن مرض السكري، واعتلال الكلي، وبتر الأطراف.
هل هناك اختبار لمقاومة الأنسولين؟
حالياً لا يوجد اختبار بسيط يحدد مقاومة الجسم لوجود الأنسولين.
ولكن يجب أن يُشجع الأشخاص المصابين بمرض السكر بأن يقوموا بفحص مستوى A1c مرتين أو ثلاثة مرات في السنة، مع مراقبتهم اليومية لمستوى السكر في الدم.
ومن المعروف أن اختبار A1c يقيس جودة التحكم في مستويات السكر في الدم على مدى كبير من الوقت، ويشير إلى أي مدى قد تم التحكم في المرض عن الفترة السابقة لإجراء هذا التحليل، كما تزود المريض بصورة كبرى عن مدى جدوى المعالجة لمرض السكر المزمن، وجدوى تناول الأدوية المعالجة لذلك.
ما هي أعراض النوع الثاني من مرض السكر؟
غالباً ما يتطور النوع الثاني من مرض السكر ببطء وتكون الأعراض غير ملحوظة كما هو الحال بالنسبة للنوع الأول من مرض السكر والتي تكون فيه الأعراض أكثر وضوحا.
وهذا التفاقم البطيء يوضح السبب في أن معظم المرضي بالنوع الثاني من مرض السكر يكونون غير مُشخصين حال حدوث المرض.
والأعراض العامة لهذا المرض يمكن أن تشمل الأتي:
- زيادة العطش.
- التبول المستمر.
- الشعور بالإعياء والتوتر النفسي، والغضب السريع.
- بطء التئام الجروح.
- ضبابية الرؤية.
- التنميل (الخدر) أو فقدان الإحساس في الأيدي والأقدام.
هل هناك علاج للنوع الثاني من مرض السكر؟
في الوقت الحالي، وبما أن النوع الثاني من مرض السكر لا يوجد له علاج شاف وحاسم للمرض، فإن المرضي الذين يعالجون مرضهم يمكن أن يعيشوا حياة صحية، وربما يؤخرون حدوث المضاعفات المتعلقة بمرض السكر.
والمعالجة المثلي لمرض السكر يمكن أن تشمل الحمية الغذائية، مع زيادة النشاط الجسماني، وتناول الأدوية العلاجية المناسبة لظروف كل مريض.
وهناك أدوية محددة لمرضي السكر من النوع الثاني تستهدف التغلب على مقاومة الأنسولين مباشرة، وذلك من خلال تحويل الخلايا المقاومة للأنسولين إلي خلايا أكثر حساسية للأنسولين، وبذلك تساعد الجسم علي الاستجابة للأنسولين الذي ينتجه الجسم بصورة أكثر فعالية
0 التعليقات:
إرسال تعليق