برودة الأطراف أحد أبرز المشكلات الصحيّة شيوعاً بين الناس، خصوصاً في فصل الشتاء، وتلك الحالة تعتبر ردّاً فعليّاً طبيعيّاً، نظراً لانخفاض درجات الحرارة في الأجواء المحيطة، حيث يقوم جسم الإنسان بإعادة تنظيم درجات الحرارة الداخليّة بما يتناسب مع الحرارة الخارجيّة، الأمر الذي يتسبّب بدوره بانقباض مؤقت في الأوعية الدموية، وبالتالي إعاقة وصول الدّم إلى الأطراف كاليدين والقدمين، كما وقد يُصاب الشخص ببرودة الأطراف في اليدين والقدمين بسبب قلق أو توتر قد ينتابه لفترة زمنيّة، ممّا يؤدي إلى شعوره بتثليج القدمين بشكل مؤقّت مع تغيّر في لون الجلد إلى اللون الشاحب أو الأزرق، ممّا يدفع الشخص في بداية الأمر لتغطية هذه المناطق، أو ارتداء الجوارب السميكة لإعادة الحرارة واللون الطبيعي لهذا الجزء من الجسم. لكن في بعض الأحيان يحدث تثليج للأقدام في فصل الصيف عندما تكون الحرارة مرتفعة، وهذه الحالة تحتاج إلى مراجعة طبيّة في حال كانت ملازمة للشخص أو تتكرّر باستمرار، كونها قد تكون إشارة على إصابة الجسم بأحد الأمراض المزمنة التي لا بدّ من علاجها ومتابعتها كي يختفي عارض برودة القدمين. أسباب برودة القدمين ( المرضي) انخفاض في ضغط الدّم بشكل مؤقت أو دائم. الإصابة بمرض الأنيميا أو ما يعرف بفقر الدّم الناتج عن نقص واضح في كمية المعادن والفيتامينات التي تدخل إلى الجسم، والتي يسببها سوء التغذية أو النزف المتكرّر كالحيض لدى الإناث. الإصابة بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني. قصور في الغدة الدرقية وقلّة إفرازاتها. إدمان شرب الكحول. تلف الأعصاب أو ما يعرف بالاعتلال العصبي المحيطي. اللاضطرابات والأمراض النفسيّة كالقلق المرضي، أو الاكتئاب، أو الصرع وغيرها. ضعف في الدورة الدموية (مشاكل في تدفّق الدم للأطراف كاليدين والقدمين). الجلوس الطويل يوميّاً وعدم الحركة بين الحين والآخر. داء رينو: والذي غالباً ما يصيب الإناث والناتج عن اضطرابات الدورة الشهرية وخلل في إفرازات الهرمونات الأنثوية بالجسم، ممّا يسبّب لديها حساسية مزمنة من البرد قد يرافقها خدر أو وخز في القدمين، والأصابع، بالإضافة لتحوّل لون البشرة إلى الأزرق الشاحب. مرض بورغر: وهو مرض يصيب الذكور بنسبة أعلى من الإناث ويرتبط بشكل أساسي بمدمني التدخين، والذي يتسبّب غالباً ببرودة الأطراف يرافقها تورّم في الأوعية الدمويّة في القدمين والساقين، ورغم ندرة حدوث هذا المرض إلا أنه دائماً يصيب الشباب من سن 20 -40 سنة لأنّ التدخين الدائم يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، وقد يدّمِّر تدريجيّاً أنسجة الجلد، مع إمكانية تفاقم الحالة لتصل إلى حدوث الغرغرينا والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى بتر في الأطراف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق