{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

السكر والأعراض المتقدمة

الأمراض المزمنة تنتشر في العالم في العصر الحالي العديد من الأمراض المزمنة التي ازداد انتشارها نتيجة ازدياد مستوى الكسل والخمول بين الناس مع ازدياد الأطعمة الضارة والتلوث الموجود في البيئة من حولنا، ومن هذه الأمراض المنتشرة بشدةٍ مرض السكري والذي أصبح واحداً من الأمراض التي تقلق الجميع وتؤدي إلى حصد مئات الآلاف إلى ملايين الأرواح سنوياً. بحسب منظمة الصحة العالمية كان عدد المصابين بمرض السكري من بين البالغين حوالي 9% في العالم، وكان هو السبب المباشر في وفاة ما يقارب 1.5 مليون شخص في عام 2012 حول العالم، حيث إنّ 80% من هؤلاء الأشخاص هم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وتشير التوقعات إلى أنّ هذا المرض سيكون السبب السابع للوفاة بحلول عام 2030. يقوم الإنسولين الذي ينتجه البنكرياس بتنظيم مستوى السكر في الدّم، ولكن وفي بعض الحالات لا يستطيع الجسم الاستفادة من الإنسولين الذي ينتجه الجسم بشكلٍ فعّالٍ للتخلص من السكر في الدم، أو أنّ البنكرياس يعجز عن إنتاج كميةٍ كافيةٍ منه لتنظيم السكر في الدم، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع كميات السكر في الدم وحدوث مرض السكري. يوجد نوعان رئيسيان من مرض السكر هو السكر من النمط 1 والسكري من النمط 2، حيث يحدث النمط الأول في العادة في سن الطفولة والمراهقة، وتعدّ أسبابه غير معروفةٍ حتى الآن، أمّا السكر من النمط الثاني فهو يظهر عادةً في المراحل المتقدمة من العمر، وتشكل نسبة المصابين بالنمط الثاني من السكر ما يقارب 90% من إجمالي المصابين بمرضى السكر. تكون معظم هذه الحالات نتيجة زيادة الوزن والخمول، وقد كان هذا المرض لا يصيب إلّا البالغين ولكنّه أصبح منتشراً بين الأطفال أيضاً في الوقت الحالي، وكما يوجد نوع ثالث من السكر أقل انتشاراً وهو مرض السكري الحملي وهو ارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء الحمل دون الوصول إلى الحد الذي يسبب الإصابة بالسكر. الأعراض والمضاعفات يشمل مرض السكر حدوث العديد من الأعراض المختلفة، كالزيادة في التبول والعطش والجوع بالإضافة إلى فقدان الوزن والتعب المستمر، ومشاكل في البصر وهي التي قد تؤدي إلى فقدان البصر في المراحل المتقدمة، وتكون شدة هذه الأعراض في السكر من النمط الأول أكثر بكثير من النمط الثاني، حيث إنّ النمط الثاني لا يشخص في العادة إلّا بعد ظهور المضاعفات. يسبب مرض السكر العديد من المضاعفات التي تسبب الأذى لبعض الأعضاء في الجسم كالعينين، والأوعية الدموية، والقلب، والكليتين، والأعصاب، فيزيد السكر من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وتلف الأعصاب واعتلال الشبكية وهو ما يعدّ السبب الرئيسي للعمى نتيجة السكر بالإضافة إلى الفشل الكلوي، وتكون مخاطر الوفاة أكثر بما لا يقل عن الضعف لدى المصابين بالسكر عن غير المصابين به. الوقاية والعلاج إنّ الوقاية من مرض السكر وخاصةً من النمط الثاني تعتبر الطريقة الأساسية للتخلص منه بشكلٍ أبدي، فمن المهم أن يتمتع المرء بوزنٍ صحيٍّ بالإضافة إلى الابتعاد عن الخمول والكسل وأداء التمارين الرياضية لما لا يقلّ عن نصف ساعةٍ معظم أيام الأسبوع، واتباع النظام الغذائي السليم والابتعاد عن السكريات، بالإضافة إلى تجنب الدخان وجميع المواد الضارة الأخرى بالإضافة إلى فحص مستوى السكر في الدم باستمرار لتجنب هذا المرض في بداياته. أمّا المصابون بمرض السكر فيجب عليهم مراجعة الطبيب والذي يعدّ المخوّل الوحيد لإعطاء العلاج لمرض السكري، ويشمل العلاج في العادة العمل على تخفيض مستوى السكر في الدم عن طريق الإنسولين والذي يتمّ تحديد طريقة إعطائه للمريض بحسب النمط وشدة الإصابة، وقد يتمّ في بعض الأحيان علاج المرض في مراحله الأولى بتخفيض الوزن فقط واتباع نظام الحياة الصحي، وكما قد يحتاج بعض المصابين وخاصةً من النمط الأول الحصول على حقن الإنسولين بشكلٍ يومي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More