العسل قال الله تعالى في كتابه العزيز (فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى)، العسل عبارةٌ عن عصارة يصنعها النحل من مواد فيها نسبةٍ كبيرة من السكر يتمّ جلبها وامتصاصها من رحيق أزهار النباتات، ولون العسل في الغالب يكون أصفراً بقوام لزج، ويتكوّن لون العسل حسب نوع الزهور التي يقوم النحل بإمتصاص رحيقها، وقد ذكر الله العسل والنحل في كثير من المواضع في القرأن الكريم حيث قال الله تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ). القيمة الغذائية للعسل الكثير من المزارعين ينتجون العسل في معظم دول العالم عن طريق صنع خلايا نحل بين الأشجار والزهور التي تعطي عسلاً طيباً مفيداً، أمّا القيمة الغذائية للعسل تكمن في فوائده الجليلة والعظيمة، حيث أثبتت التحاليل والدراسات أنه يحتوي على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية المُفيدة للجِسم مثل: الحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والماغنيسيوم، والزنك، والنُحاس، وألألمنيوم، والصوديوم وبعض الفيتامينات أيضاً مثل فيتامينات (c, b1, b2, b3, h, k, b4, b6, b9)، والكاروتين، وبعض من الأحماض الأمينية مثل حمض البرولين، وحمض الفوسين، وحمض الأرماتين، وحمض الأرجنين. فوائد العسل جاء رجلٌ إلى النبي صلَّ الله عليه وسلم فقآل: إن أخي هذا استطلق بطنه، فقال رسول الله (أسقه عسلاً) فسقاه ثم جاءه مرّة أُخرى فقال: إنني سقيته عسلاً فلم يَزده إلا استطلاقاً، فقآل له ثلاث مرّات ثُم جآء الرابعةُ وقال: اسقه عسلاً فقال: لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (صدق الله وكذب بطن أخيك، إسقه عسلاً) فسقاه فبرئ. كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إن كان في شيء من أدويتكم أو يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربه عسل أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي). هذا يدل على فوائد العسل العظيمة منها: يُعالج حالات التوتر والقلق والكآبة ويُساعد في النوم السريع والهادئ. يعمل العسل على تقوية العظام والوقاية من هشاشتها والوقائية من الكِساح عند الأطفال؛ لأنّه يحتوي على الكالسيوم والبوتاسيوم. يُعالج العسل بعض الالتهابات مثل التهابات الحلق واللوزتين ويُعالج حالات عُسر الهضم والسُعال المُتكرر والشديد. يقي العسل من الشيخوخة المُبكرة، ومن أعراضها على عِظام الجِسم والبشرة أيضاً. يقي من الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض الصدفية والأكزيما والدمامل لاحتوائه على فيتامين h. طريقة صنع العسل تكون عملية تحضير وصنع العسل من رحيق زهور النباتات، حيث تقوم النحلة بالتجول بين الزهور القريبة من الخلية وتجمع الرحيق عن طريق فمها الذي يعمل عمل الأنبوب وتخزن النحلة الرحيق في بطنها لحين عودتها الى الخلية. تعود النحلة التي جمعت العسل إلى الخلية وتبدأ بإفراغ الرحيق الموجود في بطنها عن طريق الفم وبنفس الوقت يتم إفراز بعض الأنزيمات الضرورية التي تقوم بتكسير السكريات من معقدة إلى بسيطة ليسهل هضمه ويمنع تواجد البكتيريا فيه، ثم يخزن في أقراص وشمع صنعته النلات خصيصاً لهذه الغاية. تقوم بعد ذلك الشغالات من النحل بتهوية العسل وتهوية الأقراص عن طريق تحريك اجنحتها داخل الخلية لتمرير الهواء إليه ويصبح بعد هذه العملية أكثر سماكة وقوام لزج وحلاوةٌ عاليةٌ. يبدأ المزارع بعد ذلك بجمع العسل من الخلية بدون أي إزعاج للنحل ويقوم بكشط العسل وتفريغه من خلايا النحل عن طريق وضع هذه الإطارات في جهاز خاص يتم استخدامه لاستخراج العسل عن طريق عملية الطرد المركزي وينزل العسل إلى الأسفل ومن ثم أخذه والاستفادة منه. بقايا الشمع يتم استخراجه من العسل عن طريق التسخين والبعض يفضل إبقاء الشمع بالعسل كما هو ليثبت أنه عسل أصلي وليس مغشوشاً. يعبأ العسل في مطربانات خاصة تكون من زجاج خاص لهذه الغاية ويتم وضع نوع الرحيق المأخوذ منه العسل على علبة الزجاج.
0 التعليقات:
إرسال تعليق